الجمعة، 8 أبريل 2011

مشكلة العنوسة وتأخر الزواج


باتت مشكلة تأخر الزواج لدى النساء واضحة وجلية في المجتمع العربي وطبعا ً توجد الكثير من الأبحاث والدراسات التي أجريت عن هذا الموضوع لكن لم يتم تناول هذا الموضوع من وجهة نظر روحانية لذلك وجدت أنه من المجدي الخوض في هذا الموضوع من هذه الناحية ( الروحانية ) علها تساعد أو تكشف جانبا مهما من حياتنا ظل مجهولا ً ومكبوتا ً طوال سنين عديدة بدعوى الشعوذة أو الغيبيات مع أن كل المخلوقات التي خلقها الله مكونه من جسد وروح .
 وقبل دخولنا الى صلب الموضوع دعونا نستعرض الأسباب التي قد تتبادر إلى الذهن  كتفسير لتأخر زواج المرأة :
1 - أن يكون سبب تأخر الزواج هو قلة جمال المرأة
2 - أن تكون مصابة بمرض نفسي أو بدني أو عاهة بدنية تمنعها من الزواج
3 - أن تكون ممنوعة من الزواج بسبب الاعراف القبلية التي لا زالت مستحكمة عند بعض العائلات
2 - أن تكون من عائلة فقيرة ومتواضعة
3 - أن يكون مستواها العلمي بسيط ونحن في عصر التطور والتكنولوجيا
4 -  أسباب أخرى
لكننا نلاحظ جيدا ً أن هناك أعداد ليس بسيطة من النساء الجميلات الغير مشمولات بالأسباب المذكورة أعلاه والتي قد تمنع الزواج وهن غير متزوجات وكذلك نرى أعداد كبيرة من النساء من اللاتي يتوافر فيهن سبب واحد أو أكثر من الأسباب المذكورة أعلاه وهن متزوجات وسعيدات بزواجهن .
إذن ما هو السبب الحقيقي وراء عنوسة المرأة ؟؟ قبل أن نبحث في إجابة هذا السؤال دعونا نرجع الى الوراء في الأزمان الماضية لنرى هذه المشكلة إن كانت موجودة عندهم أم لا .
تخبرنا  الموروثات الأثرية أن بعض النساء الجميلات ينذرن انفسهن كزوجات للآلهة بحيث يقضين حياتهن ابكارا ً دون زواج فمرة يكون الاختيار من الآلهة نفسه الذي يختار له إمرأة جميلة لتكون زوجته وهذا يتم طبعا بواسطة الكاهن الناطق باسم الإله أو أن تتبرع المرأة بنفسها فتختار ان تكون زوجة للإله كما في الحضارة البابلية والسومرية والفرعونية وحتى الأغريقية .
كما تخبرنا الموروثات الأثرية أن الأب في الحضارة البابلية كان يدفع مبلغ من المال ( يسمى البائنة ) الى من يتقدم لخطبة إبنته ليغريه بالزواج بها لكن هذا لا يعني أن لا يقوم  الزوج بدفع مبلغ المهر الى أبو الزوجة .
إذن من أعلاه عرفنا سبب آخر كان يمنع المرأة من الزواج وأيضا ً عرفنا سبب آخر يرغب الرجل بالزواج من المرأة , لكن أيضا ً كانت هناك نساء غير متزوجات رغم مغريات مبلغ البائنة .
لننتقل الآن الى القرآن الكريم ونقرأ فيه قوله تعالى : (( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )) سورة الرحمن - الآية (56) الآية واضحة وصريحة تتحدث عن الثواب الذي أعده الله للمؤمنين في الجنة على صورة حوريات جميلات وأبكار لكن ما نريد الإستشهاد به هو ذكره للجان وأن الحوريات أبكار لأنهن لم يطمثهن ( ينكحهن ) إنس أو جان ؟ إذن نكاح الجان كنكاح الأنسان له نفس الآثار والكيفية وممكن أن يتم على نفس الكائن ( الأنسان ) !!
مثال آخر قوله تعالى : (( وأستفزز من إستطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ً )) الإسراء - الآية (64) .
ماهذا الكلام الخطير (( وشاركهم في الأموال والأولاد )) شاركهم في الأموال معناه واضح وهو المال الحرام الذي يتحصله الإنسان من مصادر غير صحيحة ومحرمة كالربا والسرقة والسحت وغيرها , لكن كلمة (( والأولاد )) العائدة على المشاركة في الآية الكريمة ما المقصود بها وكيف نفهمها ؟؟ بغض النظر عما جاءت به التفاسير وما أختلفت عليه في تفسير هذه الآية فالمعنى واضح وجلي لكل من يقرأها , الخطاب في الآية الكريمة من الله جل وعلا موجها الى الشيطان وقد بانت منه أفعال الشيطان التي يرتكبها ليغوي الأنسان ويضله وينتقم منه لأنه من سلالة آدم أبو البشر والذي بسببه خرج الشيطان من الجنة وطرد من رحمة الله ومن هذه الأفعال الإعتداء الجنسي على المرأة وقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا )) .
أعتقد أن الكثير من النساء الذين سيقرأن هذا المقال سيعرفن كلامي هذا ويفهمنه , فكم من فتاة أو إمرأة أحست بشيء يتلمس جسدها وهي نائمة وكم منهن ستتذكر أنها في يوم ما إستيقضت وشعرت وكأنها نامت الى جنب رجل .

فالرجل الذي يحب إمرأة ويذهب الى ساحر يطلب منه عمل سحر محبة وتهييج لتلك المرأة هو في الحقيقة يقوم بتسليط الجن عليها وكثيرا ً ما ينتج عن ذلك تعلق ذلك الجني الموكل بالسحر وعشقه لتلك المرأة حتى أنه يقوم بممارسة الجنس معها وهي نائمة وطبيعي أن هذا الجني العاشق يرفض أن يكون له شريك يزاحمه على معشوقته فيقوم بتخريب كل زواج وتشريد كل خاطب لتلك المرأة وحتى إن حدث وتزوجت المرأة فأنه سينكد عليها حياتها وسرعان ما سينتهي الزواج بالفراق
والقرين الذي يكون ملازما لكل إنسان قد يقع بعشق المرأة الملازم لها ويحاول أن يستملكها فيبعد عنها الخطاب ويخرب عليها الزواج حتى أنه قد يصورها بمنظر بشع في عين الرجل
 وهذا يفسر وجود نساء عانسات رغم تمتعهن بالجمال والدلال والحسب والنسب والعلم وهو تأثير العالم الآخر على حياة تلك المرأة وقد يقول قائل عن كلامنا هذا أنه هراء وأن الزواج قسمه ونصيب وهو بيد الله جل وعلا ! لكن ماذا سيقول عن الأسباب الأخرى التي ذكرناها في مقدمة البحث والتي قد تأخر أو تمنع زواج المرأة ماذا سيقول عنها ؟؟ ماذا لو كانت المرأة مصابة بعاهة جسمانية تجعل الرجال يتجنبون التزوج بها كأن تكون فاقده لأحد أطرافها أو تعاني من مرض في الجهاز التناسلي أو مرض وراثي معين ؟ أين هي هذه القسمة والنصيب ؟ ولماذا لم تتدخل لتزويج هذه المرأة المسكينة ؟ 
أعتقد أنه قد آن الأوان لنا كي نعترف بوجود تأثير العالم الآخر علينا وأن نعمل جديا ً للتقليل منه حتى لا يكون سببا ً في تعاستنا وحزننا وبالمناسبة أعتقد أن المرأة التي يكون مانع زواجها من العالم الآخر أوفر حظا ً من المرأة التي يكون مانع زواجها بسبب وجود عاهة أو إعاقة في جسدها لأن التأثير الروحاني  المسلط من العالم الآخر ممكن أن يعالج من قبل روحاني متخصص  وبعدها ممكن أن تتزوج المرأة وتحيى حياة سعيدة مع زوجها أما الإعاقة الجسمية فمن الصعب علاجها إن لم يكن من المستحيل علاجها .

هناك تعليقان (2):

إيمان يقول...

السلام عليكم ورحمة الله , حقيقة موضوع مميز ومفيد أتمنى لصاحب المدونة التوفيق

غير معرف يقول...

موضوع جريء لكن ما يهون الأمر هو أن كاتب الموضوع تناوله بعلمية ومهارة